هذه قصة معبرة في زمن الصحابة تلخص معنى الإخلاص
تتمثل في حديث سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم - في بضع كلمات ..
كيف لا وهو من أوتي جوامع الكلم ، صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله
هاجرت إحدى الصحابيات من مكة إلى المدينة،
وكان اسمها أم قيس، فهاجر رجل إليها ليتزوجها، ولم يهاجر من أجل نُصْرَةِ دين الله،
فقال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى؛
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصِيبُها أو امرأة ينكحها (يتزوجها)؛
فهجرته إلى ما هاجر إليه) [متفق عليه].
من تلك القصة ومن ذالك الحديث نستطيع إستخلاص معنى الإخلاص ..
ما هو الإخلاص؟
الإخلاص:
هو أن يجعل المسلم كل أعماله لله -سبحانه- ابتغاء مرضاته، وليس طلبًا للرياء والسُّمْعة
؛ فهو لا يعمل ليراه الناس، ويتحدثوا عن أعماله، ويمدحوه، ويثْنُوا عليه.
الإخلاص واجب في كل الأعمال:على المسلم أن يخلص النية في كل عمل يقوم به حتى يتقبله الله منه؛ لأن
الله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه تعالى.
قال تعالى في كتابه: {وما أمروا إلا يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة: 5].
وقال تعالى: {ألا لله الدين الخالص} [الزمر: 3]. وقال
صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصًا،
وابْتُغِي به وجهُه) [النسائي].
في أي مواطن يتعين الإخلاص ؟
والإخلاص صفة لازمة للمسلم إذا كان عاملا أو تاجرًا أو طالبًا أو غير ذلك؛
فالعامل يتقن عمله لأن الله أمر بإتقان العمل وإحسانه، والتاجر يتقي الله في تجارته،
فلا يغالي على الناس، إنما يطلب الربح الحلال دائمًا،
والطالب يجتهد في مذاكرته وتحصيل دروسه،
وهو يبتغي مرضاة الله ونَفْع المسلمين بهذا العلم.
.:. إذن فالإخلاص يتعين على المؤمن أينما كان ما دام قلبه ينبض بالإيمان ..
الإخلاص صفة الأنبياء:
قال تعالى عن موسى -عليه السلام-:
{واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 51].
ووصف الله -عز وجل- إبراهيم وإسحاق ويعقوب -عليهم السلام- بالإخلاص،
فقال تعالى: {واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار .
إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار . وإنهم عندنا من المصطفين الأخيار} [ص: 45-47].
فنحن إذن حين نتحلى بالإخلاص ، نقتدي بسيد الخلق ، وحامل راية الحق
سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم _ ، وسائر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه ..
اللهم إرزقنا الإخلاص في القول والعمل وإجعله يا مولانا ملازماً لأعمالنا ،
إنك على كل شيئ قدير ..